ML348.5.M87

يهدف هذا الكتاب لجمع أعمال عدد من الباحثين العرب في الموسيقى العربية لتكون في متناول القارئ العربي المختص والهاوي والمثقف على السواء لتتيح له فرصة التعرف على توجهات البحث العربي المعاصر في الموسيقى. وتنصب كافة دراسات هذا الكتاب في مجال موسيقى المدن أو الموسيقى الحضرية. رغم هذا فإنها لا تنتمي إلى مدرسة واحدة في البحث ولم تختط منهجية مشتركة. ولعل إحدى الإشكاليات الأساسية التي ويواجهها الباحث في موسيقى المدن العربية-كما يؤدي اليوم أو كما كانت تؤدي قبل بضعة عقود-هي كيفية تعامله مع الإرث التاريخي لهذه الموسيقى دون أن يقع في العموميات ودون أن يقوم بربط غير منطقي بين مادة التاريخ وبين الواقع الفعلي المعاصر أو دون أن طبق معلومات التاريخ بصورة آلية على الحاضر وكأن هذه المعلومات تكفي لذاتها في التعبير عن الحاضر. فكل من مقالي حبيب حسن توما عن "الموسيقى العربية خصوصيتها، إسهاماتها" ومحمود قطاط في "دور تونس في إرساء التراث الموسيقى العربية" يعتمدان على توضيح العناصر الخاصة بهذه الموسيقى من ناجية، كما يعتمدان على مصادر تاريخية قديمة من ناحية أخرى لدعم أفكاهما عن الحاضر, وتختلف الدراسة التاريخية لعلي جهاد راسي "الموسيقى في مصر في القرن التاسع عشر: صورة تاريخية" ف باستنادها بدرجة كبيرة على مصادر القرن التاسع عشر وخصوصاً كتب الرحالة والعلماء الجانب والعرب عن الفترة، لأجل إعادة بناء صورة متكاملة منهجية متعددة الجوانب لموسيقى مصر في القرن التاسع عشر. وكأن رأسي في أعماله عموماً-يهدف إلى إقامة امتداد تاريخي معاكس مبتدئاً من القرن العشرين في حركة نحو التاسع عشر. وفي حين يستفيد بحث راسي من منهجيات علم موسيقى الشعوب "الثنوموزيكولوجي" تعتمد أبحاث كل من توما وقطاط على الرجوع إلى معلومات التاريخ لإسناد فكرة خصوصية الموسيقى العربية يومنا هذا والتأكيد في الوقت ذاته على دور حلقات الاتصال والتأثير. حاولت شهرزاد قاسم حسن في بحثها عن "المقام العراقي بين التركيب والأداء" أن ترصد بشكل عام عوامل التغيير التي تطرأ على المقام العراقي بين كونه هيكلاً يتناقل بكل ثوابته وبين ما يتحقق فعلاً عند الأداء بفعل الإضافات المستمرة للقارئ ضمن ما تسمح به التقاليد. أما بحث بشير عضيمي "آلات موسيقية معدلة لاستخدامات التأليف وفق التقنية الغربية عند الموسيقيين العرب في لبنان" فهو مستل من دراسته في "تأثير الموسيقى الكلاسيكية الغربية على الموسيقى اللبنانية" الذي قدمه كأطروحة دكتوراه في علوم الموسيقى وفيه يتطرق إلى مشكلات التأليف الموسيقي الحديث في لبنان ومفاهيم التحديث وفق الأسلوب الغربي.