HM 621 .H36

يدور موضوع الكتاب حول مفهوم الثقافة؛ ففي ثنايا الكتاب يتجول القارئ في مشهد النظرية الثقافية وأعلامها مع تسليط بعض الضوء على المنحى الذي سلكته الثقافة بدءاً مما ذكره إدوارد تايلور عام 1871م عن الثقافة بأنها "ذلك الكل المعقّد الذي يشمل المعرفة والإعتقاد والفن والأخلاق والعادات التي يكتسبها الإنسان، بوصفه فرداً في مجتمع ما"، وصولاً إلى تحولها إلى واحدة من أصعب مفردتين أو ثلاثة في اللغة الإنكليزية، مثلما يقول ريموند ويليمز في سياق مختلف.

وعليه، يعد الكتاب الحالي "غبش المرايا" مدخلاً لتحليل نصوص ثقافية، هي عماد النظرية التي يرتكز عليها كل واحد من المؤلفين الذي وقع عليهم الإختيار، حيث تمتم ترجمة نصوصهم الأساسية المكتوبة بأقلامهم والتي تمثل نظرية وبصمة كل واحد منهم؛ لذلك قسمت المترجمة خالدة حامد النصوص إلى عشرة فصول يستعرض كل فصل نظرية، وتبدأ بــ"تحليل الثقافة" عند ريموند ويليمز في مقال مستمد من كتابه "الثورة الطويلة"، ثم "صناعة الثقافة" عند ثيو دور أدورنو وماكس هو ركايمر اللذان تناولا صناعة الثقافة المجتمع الرأسمالي بوصفها أحد جوانب التنوير، مروراً بــ ما احتوته الدراسات الثقافة وإرثها النظري عند ستيورات هول، وما قاله كليفورد غيرتز في مادته المهمة "ثقافات": أن وظيفة الثقافة تتمثل بفرض المعنى على العالم، وجعلها مفهومة، ويندرج غرامشي ضمن المنظور الماركسي ويبرز في الكتاب في مقاله عنوانها "الثقافة والهيمنة الأيديولوجية، ويليه بيير بورديو في "الذوق الفني ورأس المال الثقافي"، ثم ممارسة الحياة اليومية عند ميشيل دي سيرتو، وخبرة الثقافة عند "مايكل ريتشاردسون"، وعن "ثورة القيم: الوعد بتغير متعدد الثقافات، كما هي عند بيل هوكس، وأخيراً مقال "الثقافة في أزمة" مستمد من كتاب تيري ايغلتون "فكرة الثقافة".