HG 4515.15 .G43

قامت النظرية المالية التقليدية التي تمثلت ركائزها في مبادئ المراجحة ‏Miller et Modigliani‏ ومبادئ ‏إدارة المحفظة المالية لــ ‏Markowitz‏ ونموذج تسعير الأصول الرأسمالية لـ ‏Sharpe, Linter, Tobin et ‎Fama‏ ونموذج تسعير الخيارات لـ ‏Black Sholes et Merton‏ ، على فرضية أساسية تتمثل في كفاءة ‏السوق مضمونها بأن تعادل أسعار الأصول المالية قيمها الأساسية، مستخدمة أدوات تحليلية محدودة في بناء ‏نظرية موحدة تمكنها من الإجابة على كل التساؤلات في المجال المالي وبما أن كل بناء نظري يحتاج ‏لدراسات تجريبية فإن النظية المالية التنفيذية واجهت في دراساتها التجريبية عدة ألغاز عجزت على تفسيرها ‏وقد واجهت في حله إشكالية مبدأ العقلانية التامة للأعوان الذي قامت عليه كل نماذج توازن السوق في هذه ‏النظرية، وهو ما يبين العيوب التي تعاني منها هذه النظرية وتبرز الحاجة الماسة لإعادة بناء نظري يقوم ‏على إعتبار دراسات أكثر واقعية لسلوك الأعوان.‏ ‎

‎ لذا، فقد ظهرت مقاربة المالية السلوكية التي بنيت على مجموعة أدوات بعضها إستخدمتها النظرية المالية ‏التقليدية والبعض الآخر يختلف في كونه يعكس أنماط متباينة للسلوك غير المتجانس للأعوان، أخذت تلك ‏الأدوات من علوم إجتماعية أخرى كعلم النفس وعلم الإجتماع وتتمحور أساساً حول سيكولوجيا الأعوان في ‏معاملاتهم المالية.‏